للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فأعطاه النبي - صلى الله عليه وسلم - مائة ناقة (١)، وأعطي حكيم بن حزام سبعين ناقة، فقال: يا رسول الله؛ ما كنت أدري أن أحدا أحقّ بعطائك منّي؟ فزاده عشرة أبكار، ثم زاده عشرة أبكار، حتى أتّمها له مائة، فقال حكيم - رضي الله عنه -: يا رسول الله؛ أعطيّتك التي رغبتُ عنها خير أم هذِه التي زدت؟ فقال: "لا، بل التي رغبتَ عنها"، فقال: والله لا آخذ غيرها، فأخذ السبعين، فمات حكيم - رضي الله عنه -وهو أكثر قريش مالًا (٢).


(١) خبر المرداس من تتمة حديث رافع بن خديج المتقدم. وقد ذكر مسلم من قصيدته الأبيات: الأول والثاني والأخير. وذكرها ابن كثير في "البداية والنهاية" ٤/ ٣٥٩ وزاد البيت الثالث منها.
وورد ذكر بقية الأبيات في رواية موسى بن عقبة، وعروة بن الزبير كما في "دلائل النبوة" للبيهقي ٥/ ١٨١، "السيرة النبوية" لابن هشام ٢/ ٤٩٣ - ٤٩٤ على اختلاف في ترتيب الأبيات.
(٢) قصة إعطاء حكيم بن حزام يوم حنين من الغنائم، أخرجها البخاري في الزكاة، باب الاستعفاف عن المسألة (١٤٧٢) من طريق الزهري، عن عروة بن الزبير وسعيد بن المسيب، أن حكيم بن حزام - رضي الله عنه - قال: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأعطاني، ثم سألته فأعطاني، ثم سألته فأعطاني، ثم قال: "يا حكيم؛ إن هذا المال خضرة حلوة، فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه، ومن أخذه بإشراف نفس لم يُبارك له فيه .. ".
وبنحو رواية البخاري أخرجه أحمد في "المسند" ٣/ ٤٣٤ (١٥٥٧٤)، والحميدي في "المسند" ١/ ٢٥٣، ومسلم في الزكاة، باب بيان أن اليد العليا خير من السفلي (١٠٣٥)، والنسائي في "السنن الكبرى" في الزكاة، باب مسألة الرجل في أمر لابد له منه (٢٣٨٢)، وابن حبان في "صحيحه" كما في "الإحسان" ٨/ ١٤، والبيهقي في "السنن الكبرى" ٤/ ١٩٦ من طريق جماعة عن الزهري وهم: يونس وسفيان والأوزاعي وفليح بن سليمان وعمرو بن الحارث، وليس في شيء منها استقلال حكيم لعطاء النبي - صلى الله عليه وسلم - الأول. =

<<  <  ج: ص:  >  >>