للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

النبي - صلى الله عليه وسلم - ويقولون ما لا ينبغي، فقال بعضهم: لا تفعلوا؛ فإنَّا نخافُ أن يَبلُغَه ما تقولون فيقعَ بنا، فقال الجلاس: بل نقول ما شئنا ثم نأتيه فيُصَدِّقَنا بما نقول؛ فإنما محمد أُذن سامعة، فأنزل الله تعالى هذِه الآية (١).

وقال محمد بن إسحاق بن يسار وغيره: نزلت في رجل من المنافقين يقال له: نبتل بن الحارث (٢)، وكان رجلًا أدلم، ثائر الشعر، أحمر العينين، أسفع (٣) الخدين، مشوَّه الخلقة، وهو الذي قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من أراد أن ينظر إلى الشيطان فلينظر إلى نبتل بن الحارث" (٤) وكان يَنُمُّ حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المنافقين، فقيل له: لا تفعل، فقال: إنما محمد أُذُن، من حَدَّثَه شيئًا صدَّقه، نقولُ ما شئنا ثم نأتيه ونحلف له فيصدقنا عليه، فأنزل الله عز وجل {وَمِنْهُمُ الَّذِينَ


= وهو غير رفاعة بن زيد الجذامي، الصحابي، المترجم في "الطبقات الكبرى" لابن سعد ٧/ ٤٣٥.
(١) ذكره الواحدي في "أسباب النزول" (ص ٢٥٤)، والبغوي في "معالم التنزيل" ٤/ ٦٧. ولم يُسمّوا هؤلاء المنافقين.
وأورده ابن الجوزي في "زاد المسير" ٣/ ٤٦٠ وعزاه لابن عباس.
(٢) نبتل بن الحارث بن قيس بن زيد الأنصاري، ذكره أبو عبيد في كتاب "النسب" مقرونًا بأخيه أبي سفيان، وقد ذكره ابن الكلبي ثم البلاذري في المنافقين. قال الحافظ ابن حجر: فيحتمل أن يكون أبو عبيد اطلع على أنه تاب.
"الإصابة" لابن حجر ١٠/ ١٣٩.
(٣) في (ت): سفع.
(٤) لم أجده.

<<  <  ج: ص:  >  >>