للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لأرانا (١) شرُّ خلق الله، ولوددت أنِّي قُدِّمْتُ فجلدتُ مِائةَ جَلدة؛ وأنه لا ينزل فينا شيء يفضحنا، فأنزل الله عز وجل هذِه الآية (٢).

وقال مقاتل والكلبي: نزلت في رهطٍ من المنافقين تخلفوا عن غزاة تبوك، فلما رجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من تبوك أتوا إلى المؤمنين يعتذرون إليهم من تَخَلُّفِهِم ويعتلُّون ويحلفون، فأنزل الله عز وجل {يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ} (٣).

{وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ} وكان حقُّهُ (أن يرضوهما) (٤)، وقد


(١) في (ت): لأراني.
(٢) أثر قتادة أخرجه الطبري في "جامع البيان" ١٠/ ١٧٠ من طريق يزيد، عن سعيد، عن قتادة .. بمعناه.
وأثر السدي أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٦/ ١٨٢٦ من طريق عامر بن الفرات، عن أسباط، عن السدي .. بنحوه.
وذكرهما الواحدي في "أسباب النزول" (ص ٢٥٤ - ٢٥٥)، والبغوي في "معالم التنزيل" ٤/ ٦٨، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ٨/ ١٩٣.
(٣) ذكره البغوي في "معالم التنزيل" ٤/ ٦٨، وابن الجوزي في "زاد المسير" ٣/ ٤٦١ وعزاه لابن السائب.
وفي "تفسير مقاتل" ٢/ ١٧٨ نحو من أثر قتادة والسدي المتقدم.
(٤) قال النحاس في "معاني القرآن" ٣/ ٢٢٨: المعني عند سيبويه: والله أحق أن يرضوه، ورسوله أحق أن يرضوه، ثم حذف.
وقال أبو العباس: هو على غير حذف، والمعني: والله أحق أن يرضوه ورسوله.
وقال غيرهما: المعني: ورسول الله أحق أن يرضوه، وقوله جل وعز: الله افتتاح كلام؛ كما تقول: هذا لله ولك.
واختار قول سيبويه الزجاج في "معاني القرآن" ٢/ ٤٥٨ والنحاس في "إعراب القرآن" ٢/ ٢٢٤ وقال: وقول سيبويه أولاها، لأنه قد صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - النهي =

<<  <  ج: ص:  >  >>