للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال عكرمة: ينافقون ثم يؤمنون ثم ينافقون.

وقال يمان: ينقضون عهدهم في السنة مرة أو مرتين.

{ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ} من نقضهم {وَلَا هُمْ يَذَّكَّرُونَ} بما صنع الله تعالى بهم، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا نقضوا عهودهم بعث إليهم السرايا فيقتلونهم.

قال الحسن: يفتنون بالجهاد في سبيل الله -عز وجل- مع رسوله - صلى الله عليه وسلم -، ويرون تصديق ما ومحمد الله -عز وجل- من النَّصر والظَّفَر على من عاداه، ثم لا يتوبون لِمَا يرون من صدق ومحمد الله، ولا يتّعظون.

وقال الضحاك: يفتنون بالغلاء والبلاء ومنع القطر (وذهاب الثمار، ثم لا يرجعون) (١) عن نفاقهم، ولا هم يتفكرون في عظمة الله تعالى.

وفي قراءة عبد الله - صلى الله عليه وسلم -: (وما يتذكرون) (٢).


= وبمعنى قول مقاتل بن حيان؛ قال ابن عطية في "المحرر الوجيز" ٣/ ٩٩: والذي يظهر مما قبل الآية ومما بعدها، أن الفتنة والاختبار إنما هي بكشف الله تعالى أسرارهم وإفشاءه عقائدهم، فهذا هو الاختبار الذي تقوم عليه الحجة برؤيته وترك التوبة، وأما الجهاد والجوع فلا يترقب معهما ما ذكرناه .. وأما الاختبار بالمرض فهو في المؤمنين.
وجوّز الطبري ١١/ ٧٤ جميع المعاني المتقدمة وأن المعنى: أو لا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرّة أو مرتين، بما يكون زاجزا لهم، ثم لا ينزجرون ولا يتعظون.
(١) ما بين القوسين غير واضح بالأصل، وتم إكمالها من (ت).
(٢) "البحر المحيط" لأبي حيان ٥/ ١١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>