للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

شأنكم وهو القائم بالشفاعة لكم، فلا تهتموا لما عنتّم ما أقمتم على سنته؛ فإنه لا يرضيه إلا دخولكم الجنة (١)، كقوله - صلى الله عليه وسلم -: "من ترك مالًا فلورثته، ومن ترك دينًا أو كلًّا فإليّ وعليّ" (٢).

وقال الحسين بن الفضل: لم يجمع الله لأحد من الأنبياء بين اسمين من أسمائه إلا للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فإنه قال: {بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} وقال تعالى {بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} (٣) (٤).

وقال يحيى بن جعدة (٥): كان عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - لا يُثبِت آية في المصحف حتى يشهد عليها رجلان، فجاءه رجل من الأنصار بالآيتين من آخر سورة التوبة: فقال عمر - رضي الله عنه -: والله لا أسألك


(١) ذكره القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ٨/ ٣٠٢.
(٢) أخرجه بنحوه أحمد في "المسند" ٢/ ٢٩٠، ٤٥٣ (٧٨٩٩، ٩٨٤٨)، والبخاري في النفقات، باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - من ترك كلاًّ أو ضياعًا (٥٣٧١) وفي الفرائض، باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - "من ترك مالًا فلأهله" (٦٧٣١)، ومسلم، في الفرائض، باب من ترك مالاً فلورثته (١٦١٩)، والترمذي في الجنائز، باب ما جاء في الصلاة على المديون (١٠٧٠)، والنسائي في الكبرى، في الجنائز، باب الصلاة على من عليه دين (٢٥٩٠) من طرق عن الزهريّ، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة مرفوعًا. وللحديث طرق أخرى عن أبي هريرة - رضي الله عنه - في الصحيحين وغيرهما.
(٣) الحج: ٦٥.
(٤) ذكره القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ٨/ ٣٠٢، والزمخشري في "الكشاف" ٢/ ١٧٩، والهمداني في "إعراب القرآن" ٢/ ٥٢٧.
(٥) "تقريب التهذيب" لابن حجر (٧٥٧٥)، "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم ٩/ ١٣٣، "تهذيب الكمال" للمزي ٣١/ ٢٥٣، "جامع التحصيل" للعلائي (ص ٢٩٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>