للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولا وجه لها (١)، لأنَّ ياءه كانت واوًا مفتوحة وهي عين الفعل أصلها (ضواء)، فسُكِّنَت وجعلت ياء، كما جعلت في الصيام والقيام.

{وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ} أي قدر له، يعني هيأ وسوى له منازل، لا يجاوزها ولا يقصر دونها.

وقيل (٢): جعل (قدّر) مما يتعدى إلى مفعولين ولم يقل: (قدرهما) وقد ذكر الشَّمس والقمر. وفيه وجهان: أحدهما: أن تكون (الهاء) للقمر خاصة؛ لأنَّ بالأهلة يعرف انقضاء الشهور والسنين، لا بالشمس.

والآخر: أن يكون قد اكتفى بذكر أحدهما من الآخر، كما قال {وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ} (٣) وقد مضت هذِه المسألة.

{لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ} دخولها وانقضاؤها {وَالْحِسَابَ} يعني وحساب الشهور والأيام والساعات {مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ} ردّه إلى


(١) تابع المؤلف هنا ابن مجاهد حيث غلّط هذِه القراءة، والصَّواب توجيهها بأن فيها قلب مكاني حيث قدمت اللام التي هي الهمزة إلى مكان العين التي أصلها واو، وأخرّت العين، فلما تطرفت الواو بعد ألف زائدة قلبت همزة كما في (شقاء) و (غلاء) و (سماء) وشبهه.
انظر "الحجة" للفارسي ٤/ ٢٥٨، "الحجة" لأبي زرعة (ص ٣٢٧)، "الكشف عن وجوه القراءات السبع" لمكي ١/ ٥١٢ - ٥١٣، "المغني في تصريف الأفعال" (ص ٥٢).
(٢) قاله الطبري في "جامع البيان" ١١/ ٨٦ بنصّه إلى قوله (أن يرضوه).
(٣) التوبة: ٦٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>