للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{وَفَرِحُوا بِهَا}؛ أي بالريح {جَاءَتْهَا} يعني الفلك، وهو جواب لقوله: (حتَّى إذا جاءتها) {رِيحٌ عَاصِفٌ} شديدة، يقال: عصفت الرِّيح وأعصفت، والريح تُذكّر وتُؤنث (١)، وقيل: لم يقل (عاصفة) لاختصاص الرِّيح بالعصوف (٢)، وقيل: للنسب؛ أي: ذا عصوف (٣).

{وَجَاءَهُمُ} يعني رُكّاب السفينة {الْمَوْجُ} وهو حركة الماء واختلاطه {مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا} {أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ} وأيقنوا أي: أحاط بهم الهلاك {دَعَوُا اللَّهَ} هنالك {مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} الدُّعاء، دون أوثانهم، وكان مفزعهم حينئذٍ إلى الله تعالى دونها.

* * *


= حالهم لغيرهم، لتعجبه من فعلهم وكفرهم، إذ لو استمر على خطابهم لفاتت تلك الفائدة.
وحكى أقوالًا أخرى في فائدة ذلك، وكذا السيوطي في "الإتقان" ٥/ ١٧٣١.
(١) انظر "معاني القرآن" للفراء ١/ ٤٦٠، "جامع البيان" للطبري ١١/ ١٠٠، "لسان العرب" لابن منظور (عصف)، قال الفراء: (وبالألف -أي أعصفت- لغة بني أسد).
(٢) حكى الثعلبي في تفسير سورة الأنبياء بإسناده إلى المبرد؛ سئل من ألف مسألة، منها: ما الفرق بين قوله تعالى: {جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ}، وقوله: {وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً} ونحوها، فقال: كل ما ورد عليك من هذا الباب، ذلك أن تردّه إلى اللفظ تذكيرًا، ولك أن ترده إلى المعنى تأنيثًا، وهذا من قاعدة أن اسم الجنس تأنيثه حقيقي، فتارة يلحظ معنى الجنس فيذكّر، وتارة معنى الجماعة فيؤنث .. ونقله عنه الزَّركشي في "البرهان" ٣/ ٣٦٧.
(٣) انظر "البسيط" للواحدي (ل ٦/ أ).

<<  <  ج: ص:  >  >>