للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سبحانه: {فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا} (١).

وقيل: هي لام أجل (٢)، أي آتيتهم لأجل ضلالتهم؛ عقوبة منك لهم، كقوله سبحانه: {سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ} (٣)، أي لأجل إعراضكم عنهم ولم يحلفوا ليُعرض عنهم.

{رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ} قال عطية ومجاهد: أَهْلِكْها (٤). والطمس المحو (٥) والتعفية (٦).


(١) القصص: ٨.
(٢) ذكره الطبري في "جامع البيان" ١١/ ١٥٦، وابن الجوزي في "زاد المسير" ٤/ ٥٦، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ٨/ ٣٧٤.
زاد ابن الجوزي قولًا رابعًا: أنها لام الدعاء، والمعنى: ربنا ابتلهم بالضلال عن سبيلك. ذكره ابن الأنباري. وقد أطال صاحب "الكشاف" ٢/ ٢٠١ في تقرير هذا القول.
وحكى القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ٨/ ٣٧٤ فيها قولًا خامسًا، حيث قال: وزعم قوم أن المعنى: أعطيتهم ذلك، لئلا يضلّوا، فحذفت (لا) كما قال عز وجل: {يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا} والمعنى: لأن لا تضلوا. قال النحاس: ظاهر هذا الجواب حسن، إلا أن العرب لا تحذف (لا) إلا مع (أن).
(٣) التوبة: ٩٥.
(٤) "تفسير مجاهد" ١/ ٢٩٧.
وأثر عطية العوفي أخرجه الطبري في "جامع البيان" ١١/ ١٥٨، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٦/ ١٩٧٨ عن عطية، عن ابن عباس .. بنحوه.
وذكره الماوردي في "النكت والعيون" ٢/ ٤٤٧، والبغوي في "معالم التنزيل" ٤/ ١٤٧، وابن الجوزي في "زاد المسير" ٤/ ٥٧.
(٥) في "معالم التنزيل" للبغوي: المحق.
(٦) انظر هذا المعنى في "مجاز القرآن" لأبي عبيدة ١/ ٢٨١، "غريب الحديث" لابن قتيبة (ص ١٢٨، ٥٠٥)، "غريب السجستاني" (ص ١٢٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>