للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كذبت. وتقول الملائكة: كذبت، ويقول الله تعالى له: بل أردت أن يقال: فلان جريء شجاع (١)، فقد قيل ذاك. ثم ضرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ركبتي فقال: يا أبا هريرة: أولئك الثلاثة أول خلق الله تعالى تسعر بهم النار يوم القيامة" (٢).

قال الوليد: فأخبرني عقبة أن شُفَيًّا دخل على معاوية (٣) وأخبره بهذا عن أبي هريرة، فقال معاوية: وقد فُعِل بهؤلاء هذا، فكيف بمَنْ بَقِيَ من النَّاس؟ ! ثم بكى معاوية بكاء شديدًا حتى ظننا أنَّه هالك (٤)، ثمَّ أفاقَ معاوية ومسح وجهه فقال: صدق الله ورسوله {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا} وقرأ


(١) ساقطة من (ن).
(٢) الحكم على الإسناد:
فيه الوليد بن أبي الوليد لين الحديث، لكن له طرق أخرى كما سيأتي في التخريج.
التخريج:
أخرجه الترمذي في كما في "تحفة الأشراف" للمزي ٧/ ٤٤ في كتاب الزهد، باب الرياء والسمعة، وقال: حسن غريب. والطبري في "جامع البيان" ١٥/ ٢٦٦، وابن المنذر كما في "الدر المنثور" للسيوطي ٣/ ٥٨٤ كلهم من طريق شفي بن ماتع به.
وأخرجه مسلم نووي كتاب الإمارة، باب من قاتل رياءً (١٩٠٥)، والنسائي في "السنن الكبرى" ٦/ ٣ في الجهاد، باب من قاتل ليقال فلان جريء. من حديث سليمان بن يسار، عن أبي هريرة نحوه.
(٣) معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنه -، الخليفة.
(٤) في (ك): هلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>