للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال أكثر المفسرين (١): معناه: وعلى قرون تجيء بعدك من ذرّية مَن معك مِن ولدك، وهم المؤمنون وأهل السعادة من ذرّيته. {وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ} في الدنيا {ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا} في الآخرة {عَذَابٌ أَلِيمٌ} وهم الكافرون وأهل الشقاوة.

قال محمَّد بن كعب القرظي: دخل في ذلك السلام كل مؤمن ومؤمنة إلى يوم القيامة، وكذلك في ذلك العذاب والمتاع كل كافر وكافرة إلى يوم القيامة (٢).

قال الضحاك: يزعم ناس أن من غرق من الولدان مع آبائهم في النَّار (٣) وليس كذلك، إنّما الولدان بمنزلة الطير وسائر من أغرق الله بغير ذئب، ولكن حضرت آجالهم فماتوا لآجالهم، والمدركون من الرّجال والنّساء كان الغرق عقوبةً من الله لهم في الدنيا , ثم


(١) قاله الضحاك والحسن والسدي وابن زيد، أخرجه عنهم الطبري في "جامع البيان" ١٥/ ٣٥٣، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٦/ ٢٠٤٢.
وانظر: "الوسيط" للواحدي ٢/ ٤٧٦، "معالم التنزيل" للبغوي ٤/ ١٨٢، "المحرر الوجيز" لابن عطية ٧/ ٣١٧، "زاد المسير" لابن الجوزي ٤/ ١١٥، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٩/ ٤٨.
واحتج ابن الأنباري لهذا القول بقوله: {أُمَمٍ} ولم يكن الذين مع نوح أممًا.
انظر: "زاد المسير" لابن الجوزي ٤/ ١١٥، "الوسيط" للواحدي ٢/ ٥٧٧ وهو القول الراجح؛ لأنه ظاهر السياق، وهو قول عامة المفسرين.
(٢) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ١٥/ ٣٥٣، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٦/ ٢٠٤١.
(٣) ساقطة من (ن)، (ك)، والسياق في (ك) فيه تقديم وتأخير.

<<  <  ج: ص:  >  >>