للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقد يوضع الحمد موضع الشكر فيقال: حمدته على معروفه عندي، كما يقال: شكرته، ولا يوضع الشكر موضع الحمد، لا يقال: شكرته على علمه وحلمه، فالحمد أتمُّ من الشكر؛ لذلك ذكره الله عز وجل وأمر به.

فمعنى الآية: الحمد لله على صفاته العُلى وأسمائه الحسنى، وعلى جميل (١) صنعه وإحسانه إلى خلقه (٢).

وقيل: الحمد باللسان قولًا، قال الله تعالى: {وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا} (٣) وقال: {قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى} (٤). والشكر بالأركان فعلًا، قال الله تعالى: {اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا} (٥).

وقيل: الحمد على ما حبا وهو النعماء، والشكر على ما زوى وهو الآلاء (٦).

وقيل: الحمد على النعماء الظاهرة، والشكر (٧) على النعماء الباطنة، قال الله تعالى: {وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً} (٨).


(١) في (ت): جميع.
(٢) انظر: "الوسيط" للواحدي ١/ ٦٥، "زاد المسير" لابن الجوزي ١/ ١١، "معالم التنزيل" للبغوي ١/ ٥٢، "لباب التأويل" للخازن ١/ ٢١.
(٣) الإسراء: (١١١).
(٤) النمل: (٥٩).
(٥) سبأ: (١٣).
(٦) في (ش): اللأواء.
(٧) في (ت)، (ش): الحمد لله. . . والشكر لله.
(٨) لقمان: (٢٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>