للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فقالت راعيل: {وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ} ولئن لم يطاوعني فيما أدعوه (١) إليه {لَيُسْجَنَنَّ} ليحبسن {وَلَيَكُونًا مِنَ الصَّاغِرِينَ} الأذلاء.

ونون التوكيد تثقل وتخفف (٢)، والوقف على قوله: {لَيُسْجَنَنَّ} بالنون؛ لأنها مشددة، وعلى قوله: {وَلَيَكُونًا} بالألف؛ لأنها مخففة (٣)، وهي شبيهة نون الإعراب في الأسماء، كقولك: رأيت رجلًا، فإذا وقفت قلت: رجلا، ومثله قوله: {لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ} (٤) ونحوها الوقف عليها بالألف، كقول الأعشى (٥):

وصَلِ على حَيْن العَشِيَّاتِ والضَّحَى ... ولا تَعْبُدْ الشَّيْطَانَ والله فاعْبُدا

أراد: فاعبدن، فلما وقف عليه كان الوقف بالألف.

فاختار يوسف -عليه السلام- حين عاودته المرأة في المراودة وتوعدته، السجنَ على المعصية


(١) في (ك): دعوته.
(٢) في (ن): تخفف وتثقل، وفي (ك): يثقل وتخفف.
(٣) انظر: "معاني القرآن" للأخفش ٢/ ٣٦٥، "جامع البيان" للطبري ١٦/ ٨٦.
(٤) العلق: ١٥.
(٥) البيت في ديوانه (١٣٧)، "تهذيب اللغة" للأزهري ١٥/ ٦٦٤، "لسان العرب" لابن منظور ١٥/ ٤٢٨، "جامع البيان" للطبري ١٦/ ٨٧.
لكن روايته في الديوان:
وَذَا النَّصُب المَنْصُوب لَا تَنْسُكَنَّهُ ... وَلَا تَعْبُدِ الأَوْثَانَ والله فَاعْبُدا
وصلِ على حِيْن العِشْيات والضُّحَى ... وَلَا تَحْمد الشَّيْطَانَ والله فاحمدا
قال الأديب محمود شاكر رحمه الله وهذا أجود الروايتين. انظر: تعليقه على "جامع البيان" للطبري ١٦/ ١٨٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>