للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثم اغتسل يوسف وتنظف من درن السجن، ولبس ثيابًا جددًا حسانًا، فقصد الملك (١).

قال وهب (٢): فلما وقف يوسف (٣) بباب الملك، قال: حسبي ربي من دنياي، وحسبي ربي من خلقه عزّ جاره، وجل ثناؤه، ولا إله غيره، ثم دخل الدار، فلما دخل على الملك قال: اللهم إنِّي أسألك بخيرك من خيره، وأعوذ بك من شره وشر غيره. فلما أن نظر إليه الملك سلم عليه يوسف بالعربية. فقال له الملك: ما هذا اللسان؟ قال: لسان عمي إسماعيل. ثم دعا له بالعبرانية. فقال له الملك: ما هذا اللسان؟ قال لسان آبائي.

قال وهب: وكان الملك يتكلم بسبعين لسانًا فكلما كلم (٤) يوسف بلسان أجابه يوسف بذلك اللسان فأعجب الملك ما رأى منه.

وكان يوسف يومئذ ابن ثلاثين سنة. فلما رأى الملك حداثة سنَّه قال لمن عنده: إن هذا عَلِمَ تأويل رؤياي ولم تعلمه (٥) السحرة والكهنة، ثم أجلسه وقال له: إني أحب أن أسمع رؤياي منك


(١) انظر: "تفسير ابن حبيب" (١٢٢ ب)، "معالم التنزيل" للبغوي ٤/ ٢٤٩، "البحر المحيط " لأبي حيان ٥/ ٣١٩.
(٢) انظر: "تفسير ابن حبيب" (١٢٢ ب)، "عرائس المجالس" للمصنف (٢٦٠)، "زاد المسير" لابن الجوزي ٤/ ٢٤٢، "معالم التنزيل" للبغوي ٤/ ٢٥٠.
(٣) من (ك).
(٤) في (ك): تكلم.
(٥) في (ك): ولم يعلمه.

<<  <  ج: ص:  >  >>