للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الجبّ استعمالًا للكرم لئلا يُذكر إخوته صنيعهم (١).

وقيل (٢): لأن نعمة الله عليه في إنجائه من السجن أكبر من نعمته عليه من إنقاذه من الجب. وذلك أن وقوعه في البئر كان لحسد إخوته، ووقوعه في السجن مكافأة من الله تعالى لزلة كانت منه.

{وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ} وذلك أنَّ يعقوب وبنيه كانوا أهلَ بادية ومواشٍ (٣). والبدو: مصدر قوله بَدا يَبْدُو، وبُدُوًا، إذا صار بالبادية (٤) (٥).

{مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي} أفسد الشيطان بيني وبين إخوتي {إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ} ذو لطف وصنع (٦) {لِمَا يَشَاءُ} عالم بدقائق الأمور وحقائقها {إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} [١٥٥٤].

حدثني ابن فنجويه (٧)، حدثني هارون بن محمد بن


(١) انظر: "معالم التنزيل" للبغوي ٤/ ٢٨٠، "زاد المسير" لابن الجوزي ٤/ ٢٩١.
(٢) انظر: "البسيط" للواحدي (١٥٥ أ)، "زاد المسير" لابن الجوزي ٤/ ٢٩١.
(٣) قاله قتادة وابن جريح، أخرجه عنهما الطبري في "جامع البيان" ١٦/ ٢٧٥، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٧/ ٢٢٠٣.
(٤) في (ك): إذا صار من أهله البادية.
(٥) انظر: "تهذيب اللغة" للأزهري ١٤/ ٢٠٣ (بدو)، "لسان العرب" لابن منظور ١٤/ ٦٧ (بدا).
وقال ابن عباس: كان يعقوب قد تحول إلى بدا وسكنها. فهو موضع تحول إليه يعقوب. انظر: "البسيط" للواحدي (١٥٥ ب)، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٩/ ٢٦٧: والأول: أقرب إلى ظاهر السياق، والله أعلم.
(٦) في (ك): وضيع.
(٧) ثقة، صدوق، كثير الرواية للمناكير.

<<  <  ج: ص:  >  >>