للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال مغيث بن سُمي: طوبى شجرة في الجنة، لو أنَّ رجلًا ركب حِقَّة أو حَذَعة، ثمَّ دار بها لم تبلغ المكان الذي ارتحل منه حتى يموت هَرَمًا، وما في الجنة أهل منزل إلا غصن من أغصان تلك الشجرة متدلٍ عليهم، فإذا أرادوا أن يأكلوا من الثمرة تدلى إليهم فأكلوا منه ما شاءوا، عليها طيرٌ أمثال البخُت (١)، فيجيء الطير فيأكلون منه قديدًا وشواء ثم يطير (٢).

قال عبيد بن عمير: هي شجرة في جنة عدن، أصلها في دار النبي - صلى الله عليه وسلم - وفي كل دار وغرفة غصن منها، لم يخلق الله تعالى لونًا ولا زهرة إلا وفيها منها إلا السواد، ولم يخلق الله تعالى فاكهة ولا ثمرة إلا وفيها منها ينبع من أصلها (٣) عينان: الكافون والسلسبيل (٤).

قال مقاتل: كل ورقة منها تظل أُمّةً عليها ملك يسبح الله تعالى


= ١٦/ ٤٣٨، وابن المبارك في "الزهد" ٢/ ٧٥ ومن طريقه البغوي في "معالم التنزيل" ٤/ ٣١٦. وابن أبي الدنيا في "صفة الجنة" وابن المنذر وابن أبي حاتم كما في "الدر المنثور" للسيوطي ٤/ ١١٥. وفيه شهر بن حوشب، مختلف فيه.
(١) هي الإبل الخراسانية. انظر: "القاموس المحيط" للفيروزآبادي (١٨٨) (بخت).
(٢) أخرجه نعيم بن حماد في "زوائد الزهد" (٧٦)، والطبري في "جامع البيان" ١٦/ ٤٤١، والسمرقندي في "بحر العلوم" ٢/ ١٩٣، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" ٦/ ٦٨، وسعيد بن منصور وهناد، وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم كما في "الدر المنثور" للسيوطي ٤/ ١١٥، ومغيث بن سمي الأوزاعي تابعي ثقة. انظر: "التاريخ الكبير" للبخاري ٤/ ٢٤، "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم ٤/ ٣٩١.
(٣) في (ك): من أغصانها.
(٤) انظر: "معالم التنزيل" للبغوي ٤/ ٣١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>