للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال أبو زيد (١): إنما هما ياءان، الأولى: للتنبيه، والثانية: للنداء، تقديره: أي يا، فأُدغمت وكُسرت الهمزة لسكون الياء.

وقال أبو عبيد: أصله: أوياك، فقُلبت الواو ياءً وأُدغمت، وأصلها من آوى يُؤوي إيواءً، كأن فيه معنى الانقطاع والفصل (٢).

وقرأ الفضل الرقاشي: (أيَّاكَ) بفتح الألف، وهي لغة (٣).

وإنما لم يقل: نعبدك؛ ليكون أفصح في العبارة وأحسن في الإشارة؛ لأنهم إذا قالوا: {إِيَّاكَ نَعبُدُ} كان نظرهم منه إلى العبادة لا من العبادة إليه.

وقوله تعالى: {ونَعبُدُ}: أي نوحّد ونخلص ونطيع ونخضع.

والعبادة: سياسة النفس على حمل (٤) المشاقّ في الطاعة،


(١) أبو زيد سعيد بن أوس بن ثابت بن بشير الأنصاري، البصري، الإمام، العلامة، النَّحوي، صاحب التصانيف. مات سنة (٢١٥ هـ).
"معجم الأدباء" لياقوت ١١/ ٢١٢، "إنباه الرواة" للقفطي ٢/ ٣٠، "سير أعلام النبلاء" للذهبي ٩/ ٤٩٤، "غاية النهاية" لابن الجزري ١/ ٣٠٥.
(٢) في (ت): والقصد.
والمصنف ينقل كثيرًا عن أبي عبيد. ولا أجد هذِه النقول، فيبدو أنها في كتبه المفقودة التي روى المصنف بعضها في مقدمة الكتاب في رقم (٨٠، ٩٥ - ٩٨).
(٣) قال العكبري: الجمهور على كسر الهمزة وتشديد الياء، وقُرئ شاذًّا بفتح الهمزة، والأشبه أن يكون لغة مسموعة.
"إملاء ما من به الرحمن" للعكبري ١/ ٦. وانظر: "المحتسب" لابن جني ١/ ٣٩، "مختصر في شواذ القرآن" لابن خالويه (ص ١).
(٤) في (ت): جميع.

<<  <  ج: ص:  >  >>