للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الرسل وردوا ما جاءوا به (١).

وقال الأخفش وأبو عبيدة: أي تركوا ما أمروا به وكفوا عنه ولم يمضوه ولم يؤمنوا به، والعرب تقول للرجل إذا أمسك عن الجواب فلم يجب (٢) وسكت: قد رد يده في فيه، قال القتيبي: إنّا لم نسمع أحداً من العرب يقول قد (٣) رد يده في فيه إذا ترك ما أمر به، وإنما المعنى: أنّهم عضوا على الأيدي خنقاً وغيظا، كقول الشاعر:

يردون في (٤) فيه عشر الحسود

يعني أنهم يغيظون الحسود حتى بعض على أصابعه العشرة.

وقال آخر:

قد أمتي أنامله أزمة ... فأضحى يعض عليّ الوظيفا

وقال الكلبي: يعني أن (٥) الأمم ردوا أيديهم في أفواه أنفسهم، أي: وضعوا الأيدي على الأفواه إشمارة إلى الرسل أن اسكتوا، وقال مقاتل (٦): فردوا أيديهم في أفواه الرسل يسكتوهم بذلك.


(١) كذا أسند عنهما الطبري فيما سبق، وضعف القول الآتي الذي ذكره المؤلف عن الأخفش وأبي عبيدة، حيث قال: وهذا قول لا وجه له.
(٢) في (ز): يجبك.
(٣) سقط من (ز).
(٤) سقط من (ز).
(٥) من (ز).
(٦) ذكر البغوي هذا القول والذي قبله في "معالم التنزيل" ٤/ ٣٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>