للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والإحسان: أن تعبد الله كأنك تراه (١).

وقال مقاتل: العدل: التوحيد، والإحسان: العفو (٢) عن الناس. وقيل: العدل في الأفعال، والإحسان في الأقوال، بيانه: {وَقُولُواْ لِلْنَّاسِ حُسْنًا} (٣) {وَإِيتَايِ ذِى الْقُرْبَى} صلة الرحم {وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ} ما قبح من الأفعال والأقوال. وقال ابن عباس رضي الله عنهما: الزنا، {وَالْمُنْكَرِ} ما لا يعرف في شريعة ولا سنة {وَالْبَغْيِ} الكبر والظلم. وقال ابن عيينة (٤): العدل: استواء السر والعلانية، والإحسان: أن تكون سريرته أحسن من علانيته، والفحشاء والمنكر أن تكون علانيته أحسن من سريرته {يَعِظُكُمْ} الله {لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} تتعظون.

وقال قتادة (٥): إن الله -عزَّ وجلَّ- أمر عباده بمكارم الأخلاق ومعاليها


(١) هذا القول أقرب وأكثر موافقة للحديث، وذكره ابن الجوزي فقال: القول الرابع -في الإحسان- أن تعبد الله كأنك تراه، رواه عطاء، عن ابن عباس.
(٢) ذكره ابن الجوزي في القول الثاني من المراد بالإحسان، رواه الضحاك، عن ابن عباس.
(٣) البقرة: ٨٣.
(٤) ذكر عنه الطبري هذا القول تعليقًا، انظر "جامع البيان" ١٤/ ١٦٣، "زاد المسير" لابن الجوزي ٤/ ٤٨٣.
(٥) أخرج الطبري -في المرجع السابق- قول قتادة في تفسير هذِه الآية بلفظ: إنه ليس من خلق حسن كان أهل الجاهلية يعملون به يستحسنونه إلَّا أمر الله به، وليس من خلق سيِّئ كانوا يتعايرون بينهم إلَّا نهى الله عنه وقدم فيه وإنما نهى عن سفاسف الأخلاق ومذامها.

<<  <  ج: ص:  >  >>