للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

خص الكسائي (١) هذا الحرف من بين سائر الحروف فقرأ بفتح الياء والحاء؛ لأنه كان يحدثه عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن أصحاب عبد الله بن مسعود رضي الله عنه (٢) كذلك {أَعْجَمِيٌّ} والفرق بين الأعجمي والعجمي، والعربي والأعرابي: أن (٣) الأعجمي الذي لا يفصح وإن كان نازلًا بالبادية، والعجمي منسوب إلى المعجم وإن كان فصيحًا، والأعرابي البدوي والعربي منسوب إلى العرب وإن لم يكن فصيحًا {وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ} فصيح وأراد باللسان القرآن؛ لأن


(١) قال ابن زنجلة: قرأ حمزة والكسائي (لسان الذي يلحدون) بفتح الياء والحاء من (لحد يلحد) إذا مال ... قال الكسائي: إن كل واحد من (لحد وألحد) يأتي بمعنى غير معنى الآخر وذلك أن (ألحد يُلحد) معناه: اعتراض، وأن (لحد يلحد) معناه: مال وعدل، فلما ولى ألحد ما يلي الاعتراض الذي هو بمعناه قرأه بالف فقال {وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ} و {إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا} بمعنى يعترضون في آياتنا، إذا كان عادة (في) أن تصحب الاعتراض الذي بمعنى الإلحاد فلما ولى الفعل ما ليس من عادة الاعتراض أن يليه وهو (إلى) دل على أن معناه غير معنى الاعتراض وأنه بمعنى الميل فقرأه {يُلْحِدُونَ} بفتح الياء إذ كانت بمعنى يميلون فحسن ذلك وكان ذلك مشهورًا من كلام العرب: لحد فلان إلى كذا (إذا مال إليه). "الحجة" (ص ٣٩٤).
(٢) أشهر أصحاب عبد الله - رضي الله عنه -: علقمة بن قيس النخعي المتوفى سنة اثنتين وستين وابن أخيه: الأسود بن يزيد النخعي، المتوفى سنة (٧٥ هـ)، ومسروق بن الأجدع المتوفى سنة (٦٢ هـ)، وقيل (٦٣ هـ)، وزر بن حبيش بن حباشة الأسدي المتوفى سنة (٨٢ هـ)، وأبو عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السلمي المتوفى سنة (٧٣ هـ). "معرفة القراء الكبار" للذهبي (ص ٢٦ - ٢٧).
(٣) سقط من (ز).

<<  <  ج: ص:  >  >>