للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أي عذبوا ومنعوا من الإسلام، فتنهم المشركون {ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا} على الإيمان والهجرة والجهاد {إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا} أي من بعد تلك الفتنة و (الفعلة) (١) {لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} نزلت في عياش بن ربيعة -أخي أبي جهل من الرضاعة- وأبي جندل ابن سهيل بن عمرو، والوليد بن المغيرة، وسلمة بن هشام وعبد الله بن أسيد الثقفي رضي الله عنهم فتنهم المشركون فأعطوهم بعض ما أرادوا ليسلموا من شرهم، ثم إنهم هاجروا بعد ذلك وجاهدوا فأنزل الله فيهم هذِه الآية (٢).

وقال الحسن وعكرمة (٣): نزلت هذِه الآية في عبد الله بن سعد بن أبي (٤) سرح وكان يكتب للنبي - صلى الله عليه وسلم - فاستزله (٥) الشيطان فلحق بالمشركين (٦) فأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يقتل يوم فتح مكة فاستجار له


(١) في (ز): الغفلة، وكذلك في "معالم التنزيل" للبغوي ٥/ ٤٧.
(٢) قال الطبري: حدثنا ابن حميد قال: حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق قال: نزلت هذِه الآية في عمار بن ياسر وعياش بن ربيعة والوليد بن الوليد {ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا} "جامع البيان" ١٤/ ١٨٤. ونسب ابن الجوزي هذا القول إلى مقاتل في "زاد المسير" ٤/ ٤٩٨، وبلفظ المصنف ذكره البغوي في "معالم التنزيل" ٥/ ٤٧.
(٣) تقدم ذكرهما وقد أسند الطبري إليهما نحوه في "الجامع" ١٤/ ١٨٤ - ١٨٥.
(٤) سقط من (أ).
(٥) عند الطبري: فأزله الشيطان فلحق بالكفار.
(٦) في (م): الكفار، وكذلك عند البغوي في "معالم التنزيل".

<<  <  ج: ص:  >  >>