للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حين جهدوا وقالوا: يا هذا عاديت الرجال فما بال النساء والصبيان؟ فأذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للناس بحمل الطعام إليهم وهم بعد مشركون (١). {وَالْخَوْفِ} يعني بعوث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسراياه التي كانت تطيف بهم.

وروى الخفاف والعباس عن أبي عمرو: والخوف بالنصب بإيقاع أذاقاها عليه {بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ}.

وروى (مشرح بن هاعان عن سليم بن عتر) (٢) قال: صدرنا من الحج مع حفصة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - ورضي الله عنها، وعثمان - رضي الله عنه - محصور في المدينة وكانت تسأل عنه حتى رأت راكبين فأرسلت


(١) لا تخفي ما في هذِه الحكاية من النكارة، لأن الآية مكية وأغلب العرب كانوا معارضين للرسول - صلى الله عليه وسلم -وهو بمكة فما كان الناس عامة ليطيعوا أمر الرسول - صلى الله عليه وسلم -. وثانيًا أنها معارضة لما تكرر في الصحيحين عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما رأى من الناس إدبارًا قال: ""اللهم سبع كسبع يوسف! " فأخذتهم سنة حصّت كل شيء حتى أكلوا الجلود والميتة والجيف، وينظر أحدهم إلى السماء فيرى الدخان من الجوع فأتاه أبو سفيان فقال: يا محمد، إنك تأمر بطاعة الله وصلة الرحم وإن قومك قد هلكوا فادع الله لهم ... الحديث أخرجه البخاري في كتاب الاستسقاء، باب دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم -: اجعلها عليهم سنين كسنين يوسف! (١٠٠٧) وكرره في مواضع.
وأخرجه مسلم في كتاب صفة القيامة والجنة والنار، باب الدخان (٢٧٩٨).
(٢) في (أ): مسرح بن هاعان عن سليمان بن عز، وفي (م): مسرح بن هامان عن سليمان ابن عمير وعند الطبري: مشرح بن عاهان عن سليم بن نمير. "جامع البيان" ١٤/ ١٨٦، وفي كتب الرجال: مشرح بن هاعان المعافري أبو المصعب، مقبول. أما سليم فهو سليم بن عتر المصري، أبو سلمة التجيبي سمع أبا الدرداء، روى عن عبيد بن زحر وسمع منه مشرح. قال ابن أبي حاتم: كان سليم بن عتر من خير التابعين. وذكره ابن حبان في "الثقات". =

<<  <  ج: ص:  >  >>