للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

رحمتي ضاقت، فكيف ورحمتي وسعت كل شيء؟ إنما يتراحم الرحمون بفضلها، أو لأن البخل يعتريني، ألست أكرم الأكرمين والفتاح (١) للخيرات، أجود من أعطى، وأكرم من سئل؟ لو أن هؤلاء القوم نظروا لأنفسهم بالحكمة التي نورت فِي قلوبهم فنبذوها واشتروا بها الدنيا، إذن لأبصروا من حيث أتوا (٢) وإذن لأيقنوا أن أنفسهم هي أعدى (٣) العداة لهم.

فكيف أرفع صيامهم وهم يلبسونه بقول الزور، ويتقوون عليه بطعمة (٤) الحرام، وكيف أنور (٥) صلاتهم وقلوبهم صاغية إِلَى من يحاربني وينتهك محارمي، أم كيف تزكو عندي (٦) صدقاتهم وهم يتصدقون بأموال غيرهم؟ (وإنما أجازي) (٧) عليها أهلها المغصوبين، أم كيف أستجيب دعاءهم، وإنما هو قول بألسنتهم والفعل من ذلك بعيد، إنما استجيب للداعي (٨) اللين، وإنما أستمع قول المستضعف (٩) المسكين، وإن من علامة رضائي رضا


(١) فِي (ز): البقاع.
(٢) فِي (أ): أوتوا.
(٣) فِي (ز): أعداء.
(٤) فِي (ز): مطعمه.
(٥) فِي (ز): أبرر.
(٦) من (ز).
(٧) فِي (ز): أجز.
(٨) فِي (ز): للوادع.
(٩) فِي (أ): وأنا أسمع .. ، وفي (ز): المستعف.

<<  <  ج: ص:  >  >>