للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وجهان: أحدهما: ليسوء الله وجوهكم، والثاني: ليسوء الوعد وجوهكم.

وقرأ الباقون (١) لِيَسُوءُوا (٢) بالياء وضم الهمزة على الجمع، بمعنى: ليسوء العباد أولوا البأس الشديد وجوهكم، {وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ} يعني: بيت المقدس ونواحيه {كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا} وليهلكوا وليدمروا {مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا (٧) عَسَى رَبُّكُمْ} لعل ربكم يا بني إسرائيل {أَنْ يَرْحَمَكُمْ} بعد انتقامه منكم {وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا} قال ابن عباس (٣) رضي الله عنهما: وإن عدتم إلى المعصية عدنا إلى العقوبة، قال قتادة: فبعث الله محمدًا - صلى الله عليه وسلم -، فهم (٤) يعطون الجزية عن يد وهم صاغرون {وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا} سجنًا ومحسبًا من الحصر وهو الحبس، والعرب تسمي البخيل حصورا،


(١) قال الأصبهاني: قرأ أبو جعفر ونافع وابن كثير وأبو عمرو ويعقوب وحفص عن عاصم {لِيَسُوءُوا} بالياء وضم الهمزة، وقرأ ابن عامر وأبو بكر عن عاصم وحمزة وخلف (يَسُوءَ) بالياء وفتح الهمزة، وقرأ الكسائي وحده (لِنَسُوءَ) بالنون وفتح الهمزة. "المبسوط في القراءات العشر" لابن مهران الأصبهاني (ص ٢٢٧).
(٢) من (ز).
(٣) أسند ابن جرير إلى ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير الآية قال: عادوا فعاد، ثم عادوا فعاد، ثم عادوا فعاد، قال: فسلط الله عليهم ثلاثة من ملوك فارس: سند بادان وشهربادان وآخر. "جامع البيان" ١٥/ ٤٤.
ونسب الواحدي نحو القول المذكور إلى الحسن قال: وإن عدتم بالمعصية عدنا بالعقوبة، "الوسيط في تفسير القرآن المجيد" ٣/ ٩٨.
وذكره البغوي في "معالم التنزيل" ٥/ ٨٠ بلا نسبة.
(٤) في (أ): فهو، وذا سبق قلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>