للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تعالى له في دعائه على نفسه وماله وولده بالشر لهلك، ولكن الله تعالى بفضله لا يستجيب له في ذلك، نظيره قوله تعالى {وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ} (١).

{وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا} عجلا بالدعاء على ما يكره أن يستجاب له فيه، قاله مجاهد (٢) وجماعة من المفسرين (٣).

وقال ابن عباس (٤) - رضي الله عنهما -: ضجرًا لا صبر له على سراء ولا ضراء.

وقال قوم من المفسرين (٥): أراد بالإنسان آدم -عليه السلام-، قال سلمان الفارسي (٦) - رضي الله عنه -: أول ما خلق الله -عز وجل- من آدم -عليه السلام- رأسه، فجعل


(١) يونس: ١١.
(٢) هكذا ذكره الطبري عن مجاهد في "جامع البيان" ١٥/ ٤٨.
(٣) منهم قتادة، أسند إليه الطبري في المرجع المذكور بلفظ: يدعو على ماله وولده، ولو استجاب الله له لأهلكه، وبإسناد آخر إليه قال: يدعو على نفسه بما لو استجيب له هلك، وعلى خادمه أو على ماله.
(٤) أخرجه أيضًا الطبري بسند فيه بشر بن عمارة، عن أبي روق، عن الضحاك، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: لما نفخ الله في آدم روحه أتت النفخة من قبل رأسه، فجعل لا يجري شيء منها في جسده إلا صار لحمًا ودمًا، فلما انتهت النفخة إلى سرته نظر إلى جسده فأعجبه ما رأى من جسده، فذهب لينهض فلم يقدر، فهو قول الله تبارك وتعالى {وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا} قال: ضجرًا لا صبر له على سراء ولا ضراء. اهـ. "جامع البيان" ١٥/ ٤٨. وفي هذا الإسناد بشر بن بشارة ضعيف، وقد روى بالعنعنة، والضحاك أيضًا كثير الإسناد، فالأثر ضعيف.
(٥) منهم الطبري فيما سبق، وابن الجوزي ذكره عن ابن الأنباري تعليقًا في "زاد المسير" ٥/ ١٣.
(٦) أسند إليه الطبري -بسند صحيح- في المرجع المذكور، وابن الجوزي تعليقًا في "زاد المسير" ٥/ ١٣. وأسنده ابن أبي شيبة في "المصنف" ١٣/ ٤٤ (٣٦٩٢٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>