للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال مجاهد (١): عمله ورزقه.

وقال الحكم (٢) عنه: ما من مولود يولد إلا وفي عنقه ورقة مكتوب فيها: شقي أو سعيد.

وقال أهل المعاني: أراد بالطائر ما قضي عليه أنه فاعله وما هو صائر إليه من سعادة أو شقاوة، وإنما عبر عنه بالطائر على عادة العرب فيما كانت تتفاءل به (٣) وتتشاءم به (٤) من سوانح الطير (٥) وبوارحها وتزجر به.

وقال أبو عبيدة والقتيبي: أراد بالطائر حظه من الخير والشر، من قولهم: طار سهم فلان بكذا، وجرى له الطائر بكذا.

وقرأ الحسن ومجاهد وأبو رجاء (٦): طيره في عنقه بغير ألف،


(١) عند الطبري في "جامع البيان" ١٥/ ٥١: قال ابن جريج: وأخبرني عبد الله بن كثير عن مجاهد قال: عمله وما كتب الله له.
(٢) أسند إليه الطبري أنه ذكره عن مجاهد هذا القول في "جامع البيان" ١٥/ ٥١.
(٣) من (أ).
(٤) زيادة من (أ). وهاتان الزيادتان ليستا في (ز)، وفي (م): كانت تتفاءل وتتشاءم به.
(٥) قال المراغي: طائره، أي: عمله، سمي به لأنه طار إليه من عش الغيب، وإما لأنه سبب الخير والشر، كما قالوا: طائر الله لا طائرك، أي: قدر الله الغالب الذي يأتي بالخير والشر، لا طائرك الذي تتشاءم به وتتيمن، إذ جرت عادتهم بأن يتفاءلوا بالطير ويسمونه زجرًا، فإن مر بهم من اليسار إلى اليمين تيمنوه وسموه سانحًا، وإن مر بهم من اليمين إلى اليسار تشاءموا منه وسموه بارحًا، "تفسير المراغي" ١٥/ ٢١.
(٦) هكذا ذكر ابن حيان هذِه القراءة، للحسن ومجاهد وأبي رجاء رحمهم الله في "البحر المحيط" ٦/ ١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>