للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال أبو عبيد: أصل الأف والتُّفِّ: الوسخ على الأصابع إذا فتلته. وفرَّق الآخرون بينهما فقالوا (١): الأف: ما يكون في المغابن من (العرف والوسخ) (٢)، والتف: ما يكودن في الأصابع، وقيل: الأف: وسخ (الأذن، والتف: وسخ الأظفار) (٣).

وقيل: الأف: وسخ الظفر، والتف: ما رفعت (من الأرض بيدك) (٤) من شيء حقير.

{وَلَا تَنْهَرْهُمَا} ولا تزجرهما {وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا} حسنًا جميلًا، قال سعيد بن المسيب رحمه الله: كقول العبد المذنب للسيد الفظ (٥). وقال عطاء (٦): لا تسمهما ولا تكنهما، وقل لهما: يا أبتاه! ولا أمّاه!


(١) في (أ): فقيل.
(٢) في (ز): الوسخ والعرق.
(٣) في (ز): وسخ للأذن، و (التف) وسخ للأظفار.
(٤) في (ز): بيدك من الأرض.
(٥) أخرجه ابن جرير في "جامع البيان" ١٥/ ٦٥، وابن أبي حاتم في "تفسيره" ٧/ ٢٣٢٤ (١٣٢٣٥)، وذكره ابن الجوزي تعليقًا في "زاد المسير" ٥/ ٢٥.
(٦) ذكر المصنف في المقدمة تفسير عطاء بن أبي رباح، وتفسير عطاء بن أبي مسلم الخراساني، وتفسير عطاء بن دينار، فلا أدري أيهم يقصده عند الإطلاق، ولم أجد أحدًا ذكره، إلا ما أسند الإمام البخاري إلى هشام بن عروة، عن أبيه أو غيره أن أبا هريرة - رضي الله عنه - رأى رجلين فقال لأحدهما: ما هذا منك؟ فقال: أبي، فقال: لا تسمه باسمه، ولا تمش أمامه، ولا تجلس قبله. "الأدب المفرد" (٤٤) (ص ٣٢)، ثم قال: باب هل يكنى أباه؟ ثم ذكر أثرًا عن سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما - أنّ سالمًا نادى أباه بكنيته، وكذلك عن ابن عمر - رضي الله عنهما - أنه ذكر أباه بكنيته.

<<  <  ج: ص:  >  >>