للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قميصه وأعطاه وقعد عريانًا، فأذّن (١) بلال رضي الله عنه للصلاة فانتظروه فلم يخرج، فشغل قلوب الصحابة رضي الله عنهم فدخل عليهم بعضهم فرآه عريانًا، فأنزل الله تعالى {وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ} يعني لا تمسك يدك عن النفقة في الحق كالمشدودة يده إلى عنقه فلا يقدر على مدّها (٢) والإعطاء بها {وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ} فتعطي جميع ما عندك {فَتَقْعُدَ مَلُومًا} يلومك سائلوك إذا لم تعطهم {مَحْسُورًا} منقطعًا بك لا شيء عندك تنفقه، يقال: حسرته بالمسألة، إذا (ألحفت عليه) (٣)، ودابة حسراء إذا كانت كالّة رازحة، وحسر البصر، إذا كلّ؛ قال الله تعالى: {يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ


(١) هذا من أمارات ضعف هذا الأثر؛ لأن السورة مكية، ولم يكن يؤذن للصلاة بمكة، بل بدأ الأذان بالمدينة كما ذكر الإمام البخاري رحمه الله في "صحيحه"، كتاب الأذان، باب بدء الأذان، وقوله عز وجل {وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ (٥٨)} [المائدة: ٥٨] وقوله عز وجل {إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ} [الجمعة: ٩] وقال الحافظ ابن حجر: يشير بذلك إلى أن ابتداء الأذان كان بالمدينة؛ لأن ابتداء الجمعة إنما كان بالمدينة، وحديث ابن عمر رضي الله عنهما في هذا الباب ظاهر في أن الأذان إنما شرع بعد الهجرة، لقوله: كان المسلمون حين قدموا المدينة يجتمعون فيتحينون الصلاة، ليس ينادى لها، فتكلموا يومًا في ذلك، .. الحديث (٦٠٤) عند البخاري، وانظر "فتح الباري" لابن حجر ٢/ ٨٠، وذكره الإمام مسلم أيضًا في الصحيح، كتاب الصلاة، باب بدء الأذان (٣٧٧).
(٢) في (أ): صدّها.
(٣) في (أ): لحفته، وفي (ز): ألحفت. والمثبت أصح؛ لما في "القاموس المحيط" (لحف): وألحف عليه: الخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>