للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فقر وإقتار {نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ} وذلك أن أهل الجاهلية كانوا يئدون (١) بناتهم خشية إملاق، والإملاق الفاقة، فنهاهم الله تعالى عن ذلك، وأخبرهم أن رزقهم ورزق أولادهم على الله تعالى.

{إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا} (اختلف القراء فيه، فـ) (٢) قرأ أبو جعفر وابن عامر (برواية ابن ذكوان) (٣) بفتح الخاء والطاء مقصورًا، وقرأ ابن كثير بكسر الخاء ممدودًا، وقرأ الآخرون (٤) بكسر الخاء وجزم الطاء، وكلها لغات (معناها واحد) (٥)، ويكون اسمًا


(١) وأد البنات في الجاهلية لم يكن محصورًا على خشية الفاقة، بل خشية العار أيضًا، فقال الله تعالى: {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (٥٨) يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (٥٩)} [النحل: ٥٨ - ٥٩]. وقال في سورة الزخرف {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ مَثَلًا ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (١٧) أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ (١٨)} [الزخرف: ١٦ - ١٨].
(٢) في (أ): فيه القراء.
(٣) من (ز) وفي "شرح طيبة النشر" لابن الجزري (ص ٢٦٣):
وفتح خطئًا من له الخلف ثرى ... حرك لهم والمك والمد درى.
أي: فتح الخاء من خطئا ابن ذكوان وهشام بخلاف عنه، وأبو جعفر والباقون بكسرها، وحرك الطاء الثلاثة، وابن كثير المكي، وأثبت بعدها ألفًا ممدودة، فابن كثير بكسر الخاء وفتح الطاء وألف بعدها، وابن ذكوان وهشام من أحد وجهيه وأبو جعفر بفتحهما من غير ألف، والباقون بكسر الخاء وإسكان الطاء بلا ألف.
(٤) قال ابن الجوزي: قرأ نافع وأبو عمرو زبان بن العلاء البصري، وعاصم وحمزة والكسائي (خِطْئِا) مكسورة الخاء ساكنة الطاء مهموزة مقصورة. "زاد المسير" ٥/ ٣٠.
(٥) في (ز): بمعنى واحد.

<<  <  ج: ص:  >  >>