للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومثل الدمى (١) شم العرانين ساكن ... بهن الحياء لا يشعن التقافيا

أي: التقاذف، وقال الكميت:

فلا أرمي البريء بغير ذنب ... ولا أقفوا الحواضن إن قفينا

قال القتيبي: هو مأخوذ من القفا، كأنه (٢) يقفو الأمور، أي: يكون في أقفائها يتعقبها ويتتبعها (٣) ويتعرفها، ويقال: قفوت أثره، على وزن دعوت، والنهي منه لا تقف، مثل لا تدع.

وحكى الفراء (٤) عن بعضهم: أن أصله من القيافة (وهي إتباع


(١) تصحفت الكلمة في (أ): بـ (الذي)، والصحيح أنه (الدمى) جمع دمية، وهي تمثال من المرمر أو العاج، وشم العرانين جمع شماء العرانين، أنهنَّ مرتفعات قصبات الأنوف، وهو من أمارات الحسن والجمال. والشاهد في البيت كلمة (التقافي) زيد الألف بعدها للضرورة الشعرية، أي: لا يظهرن التقاذف والبهت.
(٢) في (أ): كله.
(٣) في (أ): تببعها.
(٤) نص كلامه في "معاني القرآن" ٢/ ١٢٣ كما يأتي: وقوله تعالى {وَلَا تَقْفُ} أكثر القراء يجعلونها من قفوت، فتحرك القاف إلى الواو، فتقول: (ولا تقْفُ)، وبعضهم قال: (ولا تقُف) والعرب تقول: قفت أثره وقفوته، ومثله: يعتام ويعتمي، وقاع الجمل الناقة وقعًا -ولعل المقصود: قعى- إذا ركبها، وعاث وعثى من الفساد، وهو كثير، ومنه شاك السلاح وشاكي، وجرف وهارٌ وهارٍ، وسمعت بعض قضاعة تقول: اجتحى ماله، واللغة الفاشية: اجتاح ماله، وقد قال الشاعر:
ولو أني رأيتك من بعيد ... لعاقك من دعاء النيب عاقي
أي عائق.

<<  <  ج: ص:  >  >>