للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أنزل الله تعالى عليه (١) آية من سورة (٢) بني إسرائيل بعد ما ختمت السورة {وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا} وأمره بالرجوع إلى المدينة وقال: فيها محياك ومماتك ومنها تبعث (٣).

وقال مجاهد وقتادة: هم أهل مكة همّوا (٤) بإخراج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من مكة، ولو فعلوا ذلك (لما نوظروا) (٥)، ولكن الله تعالى كفهم عن إخراجه حتى أمره، ولقلما مع ذلك لبثوا بعد خروج النبي -صلى الله عليه وسلم- من مكة حتى أهلكهم الله تعالى يوم بدر.

وهذا التأويل أليق بالآية؛ لأن ما قبلها خبر عن أهل مكة، ولم


(١) من (ز).
(٢) من (ز).
(٣) [١٧٢٥] الحكم على الإسناد:
ذكره ابن الجوزي في "زاد المسير" ٥/ ٧٠ معلقًا عن عبد الرحمن بن غنم باختصار، وذكره الحافظ بن كثير في "تفسير القرآن العظيم" ٩/ ٥٠ نقلاً عن البيهقي أيضًا بطريق عبد الحميد بن بهرام عن شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بلفظ المصنف، ثم قال ابن كثير: وفي هذا الإسناد نظر، والأظهر أن هذا ليس بصحيح، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يغز تبوك عن قول اليهود، وإنما غزاها امتثالاً لقوله تعالى {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ} ولقوله تعالى: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ (٢٩)} [التوبة: ٢٩] وغزاها ليقتص وينتقم ممن قتل أهل مؤتة من أصحابه.
(٤) من (أ).
(٥) عند الطبري في "جامع البيان" ١٥/ ١٣٢: لما توطنوا، وفي (ز): ما توطوا غير واضحة.

<<  <  ج: ص:  >  >>