للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إلى قبيلته وحيّه، وهو من قول العرب: لفت الجيوش، إذا اختلطوا، وكذلك كل شيء اختلط بشيء فقد لف والتف، وقال مجاهد والضحاك (١) لفيفا أي: جميعًا، ووحد اللفيف، وهو خبر عن الجمع؛ لأنه بمعنى المصدر (كقول القائل) (٢): لففته لفًا ولفيفا.

وقال الكلبي (٣): {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ} يعني: مجيء عيسى (بن مريم عليهما السلام) (٤) من السماء جئنا بكم لفيفا، واللفيف المجتمع الأنواع من كل قوم من هاهنا وههنا لفوا جميعا.

وهذِه (٥) القصة تعزية لنبينا -صلى الله عليه وسلم- وتقوية لقلبه يقول الله تعالى: كما أنزلت عليك القرآن فكذبك كفار قومك من أهل مكة كذلك أعطيت موسى التوراة فكذبه فرعون وقومه، وكما أراد أهل مكة أن يستفزوك منها كذلك أراد فرعون أن يستفز موسى وبني إسرائيل من الأرض فأنجيتهم وأظهرتهم عليه فكذلك أظهرك على أعدائك وأتم نعمتي عليك وعلى من اتبعك بنصرة الدين ولو كره الكافرون، فأنجز الله وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده، فلله الحمد والمنة.

* * *


(١) أسند الطبري هذا المعنى إلى ابن عباس رضي الله عنهما، ثم إلى الحسن ومجاهد والضحاك، كذلك في "جامع البيان" ١٥/ ١٧٧.
(٢) في (م): كقولك.
(٣) نحوه ذكر عنه البغوي تعليقًا في "معالم التنزيل" ٥/ ١٣٥.
(٤) من (أ).
(٥) ساقطة من (أ).

<<  <  ج: ص:  >  >>