كتاب تفسير الثعلبي = الكشف والبيان عن تفسير القرآن ط دار التفسير

١٨ - سورة الكهف - ٩ - ج: 17 - ص: 18

يمشون إذ أصابتهم السماء فأووا إلى كهف، فانقضت (١) صخرة من الجبل فانطبقت على باب الكهف، فأوصد عليهم، فقال قائل منهم: اذكروا أيكم عمل حسنة لعل الله تعالى برحمته أن يرحمنا. قال رجل منهم: إني قد عملت حسنة مرة، كان لي أُجراء يعملون عملًا لي، استأجرت كل رجل منهم بأجرة معلومة (٢)، فجاءني رجل ذات يوم وسط النهار فاستأجرته بشطر (٣) أصحابه، فعمل بقية نهاره كما عمل رجل منهم نهاره كله، فرأيت عليَّ في الذمام أن لا أنقصه مما استأجرت به أصحابه لما جهد في عمله، فقال رجل منهم: أتعطي هذا مثل ما أعطيتني ولم يعمل إلا نصف النهار؟ قلت: يا عبد الله، لم أبخسك شيئًا من شرطي (٤)، وإنما هو مالي أحكم فيه (٥) بما شئت، قال: فغضب وذهب وترك أجره، فوضعت حقه في جانب من البيت ما شاء الله تعالى، ثم مرت بي بعد ذلك بقر فاشتريت له (٦) فصيلة من البقر، فبلغت ما شاء الله، فمَرَّ بي بعد حين رجل شيخ كبير ضعيف لا أعرفه فقال: إن عليك لي حقًّا.

---

(١) في (ب)، (ز) فانحطت.
(٢) في (ب)، (ز) بأجر معلوم. وكذا في المسند.
(٣) في الأصل: بشرط، والمثبت من (ب)، (ز)، كذا في المسند، وهو الصحيح لدلالة تمام الحديث على ذلك.
(٤) كذا في الأصل من شرطي، وفي (ز) والمسند: شرطك وهو الصحيح.
(٥) من (ب)، (ز).
(٦) في (ز) والمسند: له به.