للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويعد أبو الحسن الواحدي أشهر تلاميذ الإمام الثعلبي، وأخصّهم به، إذ لازمه أشد ملازمة، وأخذ عنه التفسير، وروى عنه تفسيره "الكشف والبيان" (١).

قال عبد الغافر الفارسي في "السياق لتاريخ نيسابور": فأما أبو الحسن: فهو الإمام المصنّف المفسِّر النحوي، أستاذ عصره، وواحد دهره، أنفق صباه وأيام شبابه في التحصيل، فأتقن الأصول على الأئمة، وطاف على أعلام الأمة وسافر في طلب الفوائد، ولازم مجالس الثعالبي في تحصيل التفسير (٢).

وسبق آنفًا أنَّ الواحدي ذكر في مقدمة تفسيره "البسيط" في أثناء كلامه عن شيخه أبي الفضل العروضي الذي أخذ عنه اللغة أن شيخه عاتبه يومًا من الأيام وقال له: إنَّك لم تبق ديوانًا من الشعر إلا قضيت حقه، أما آن لك أن تتفرغ لتفسير كتاب الله العزيز، تقرأه على هذا الرجل الذي يأتيه البُعَداء من أقاصي البلاد، وتتركه أنت على قرب ما بيننا من الجوار. قال الواحدي: يعني الأستاذ الإمام أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي رحمه الله (٣).

قال الواحدي: ثم فرغتُ للأستاذ الإمام أبي إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي رحمه الله إلى أن قال: وقرأت عليه من


(١) سيأتي بيان ذلك عند توثيق نسبة الكتاب إلى مؤلفه.
(٢) "معجم الأدباء" ١٢/ ٢٥٨، ٢٥٩.
(٣) "البسيط" للواحدي ١/ ٤١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>