للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال أبي بن كعب، رضي الله عنه، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فانطلقا يمشيان على ساحل البحر فمرت بهما سفينة، فكلموهم أن يحملوهم، فعرفوا الخضر عليه السلام فحملوهم بغير نول، فلما لحجوا (١) البحر أخذ الخضر فأسًا فخرق لوحًا من السفينة، حتَّى دخلها الماء فحشاها موسى عليه السلام بثوبه (٢)، وقال له: {قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا} " قرأ أهل الكوفة (إلَّا عاصمًا) (٣) (ليغرق) بالياء المفتوحة، (أهلُها) برفع اللام على الفعل لهم وهي قراءة ابن مسعود - رضي الله عنه - (٤).

{لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا} أي منكرًا (٥).


(١) في (ب): لجة البحر، ولحجوا هكذا في النسخ كلها فلعلها لججوا.
(٢) هذا جزء من حديث أُبيّ الَّذي أخرجه البخاري، ومسلم وغيرهما، وسبق تخريجه، مع اختلاف قليل في الألفاظ. إلَّا قول: فحشاها موسى -عليه السلام- بثوبه، فليست في الصحيحين لكن وردت من رواية الربيع بن أنس، رواها عنه ابن أبي حاتم كما في "فتح الباري" لابن حجر ٨/ ٤١٩ أن موسى لما رأى ذلك امتلأ غضبًا وشد ثيابه، وقد ذكره المصنف في "عرائس المجالس" (ص ١٩٩) والخازن في "لباب التأويل" ٣/ ١٧٢ وصدرها بقوله: ويروى أن موسى. والزمخشري في "الكشاف" ٢/ ٣٩٧.
(٣) ساقطة من الأصل.
(٤) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص ٣٩٥)، "النشر في القراءات العشر" لابن الجزري ٢/ ٣١٣، "التيسير" للداني (ص ١١٧) "التذكرة" لابن غلبون ٢/ ٤١٧، وقد روى هذِه القراءة ابن مردويه عن أبي أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قرأ بها كما في "الدر المنثور" ٤/ ٤٢٨.
(٥) انظر: "مجاز القرآن" لأبي عبيدة ١/ ٤٠٩، "معاني القرآن" للنحاس ٤/ ٢٧٠، "معاني القرآن" للزجاج ٣/ ٣٠٢، وهو مروي عن ابن عباس ومجاهد، كما في "الدر المنثور" للسيوطي ٤/ ٤٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>