كتاب تفسير الثعلبي = الكشف والبيان عن تفسير القرآن ط دار التفسير

١٨ - سورة الكهف - ٨٦ - ج: 17 - ص: 256

في التوراة يا كعب؟ قال: أما العربية فأنتم أعلم بها، وأما الشمس فإني (١) أجدها (في التوراة) (٢) تغرب في ماء وطين. قال:

فقلت لابن عباس - رضي الله عنهما -: لو كنت عندكما لأنشدت (٣) كلامًا تزداد به (٤) تبصيرًا (٥) في قولك حمئة.

فقال ابن عباس - رضي الله عنهما -: وإذًا ما هو؟ فقلت: قول تُبَّعٍ (٦):

قد كان ذو القرنين قبلي مسلمًا ... ملكًا تدين له الملوك وتسجُد

---

(١) في الأصل: فإنها.
(٢) ساقطة من الأصل.
(٣) في (ب): لأنشدتكما.
(٤) ساقطة من الأصل.
(٥) في (ب): ما يزداد به نصرًا، وفي (ز): تزداد به نصرًا.
(٦) تُبَّع: التبابعة هم ملوك حمير، وهم في حمير كالأكاسرة في الفرس، والقياسرة في الروم.
ولا يسمى الواحد منهم تبعًا حتى تدين له حمير، وحضرموت، وسبأ، وعدد التبابعة سبعون تبعًا، قال لبيد:
تبابعة سبعون من قبل تبّع ... تولوا جميعًا أزهرًا بعد أزهر
وفي كتاب الله: {أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ} [الدخان: ٣٧] ولعل المقصود بتبع هنا: أسعد أبو كرب، وقد طاف الدنيا، وغلب أهلها وقهرهم، وكان مؤمنًا، ونسبه: أسعد تبع الكامل بن كرب بن تبّع الأكبر ابن تبّع الأقرن.
انظر: "الأنباء عن دولة بلقيس وسبأ" لمحمد زبارة (ص ١٣ - ١٥).
وفي "الأعلام" للزركلي ٢/ ١٧٥ ترجمة لحسان بن أسعد أبي كرب.
وفيه أيضًا ٢/ ٨٣: ترجمة لتبع بن حسان بن تبان.