للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ويشتو في الأخرى، وليس منهم ذكر ولا أنثى إلا وقد عرف أجله الذي يموت! ومنقطع عمره وذلك أنه لا يموت ميت من ذكورهم حتى يخرج من صلبه ألف ولد، ولا تموت الأنثى حتى يخرج من رحمها ألف ولد، فإذا كان ذلك أيقن بالموت وتهيأ له، وهم يرزقون القنين (١) في أيام الربيع ويستمطرونه كما يستمطر الغيث لحينه، فيقذفون منه كل سنة بواحد فيأكلونه عامهم كله إلى مثلها من القابل فيعمهم (٢) في كثرتهم، وهم يتداعون تداعي الحمام ويعوون عواء الذئب (٣)، ويتسافدون تسافد البهائم حيث التقوا.

فلما عاين منهم ذلك ذو القرنين انصرف إلى ما بين الصدفين فقاس ما بينهما، وهو في حد (٤) منقطع أرض الترك مما يلي مشرق الأرض (٥)، فوجد بُعْدَ ما بينهما مائة فرسخ، فلما أنشأ في عمله حفر (٦) الأساس حتى بلغ الماء، ثم جعل عرضه خمسين فرسخًا، وجعل حشوه الصخر، وطينه النحاس يذاب ثم يصب عليه، فصار كأنه عرق من جبل تحت الأرض، ثم علاه وشرفه بزبر الحديد والنحاس المذاب، وجعل خلاله عرقًا من نحاس أصفر، فصار كأنه


(١) في (ب): التيسير، وفي (ز): التينان، وفي الطبري: التنين.
(٢) في غير الأصل: على.
(٣) في (ب): الذئاب، وفي الطبري: الكلاب.
(٤) ساقط من غير الأصل.
(٥) في (ب): المشرق، وفي (ز): مشرق الشمس.
(٦) في غير الأصل: حفر له.

<<  <  ج: ص:  >  >>