رجال الإسناد: علي بن داود بن يزيد القنطري، صدوق، ثقة. عبد الله بن صالح بن مسلم الجهني، أبو صالح، المصري، صدوق، كثير الغلط. معاوية بن صالح بن حدير الحضرمي، أبو عمرو الحمصي، صدوق له أوهام. والأثر ذكره القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١١/ ١٦٦، والسيوطي في "الدر المنثور" ٤/ ٥١٧ وعزاه لابن المنذر. وهذا الأثر ضعيف بهذا الإسناد، ويتناقض مع قول ابن عباس. ورواية علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس في التفسير هي طريق من طرق رواية نسخة ابن عباس التي اعتمد عليها العلماء في مصنفاتهم واشتهرت بينهم، وهي نسخة صحيحة، إلَّا أن إسناد هذِه النسخة عند الطبري ضعيف لضعف عبد الله بن صالح الجهني لتحديثه بالأحاديث التي أدخلها خالد بن نجيح على أحاديثه. قال ابن حجر في "فتح الباري" ٨/ ٤٣٢: وهذِه النسخة كانت عند أبي صالح كاتب الليث رواها عن معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس وهي عند البخاري، عن أبي صالح، وقد اعتمد عليها في "صحيحه" هذا كثيرًا ... وهي عند الطبري، وابن أبي حاتم، وابن المنذر بوسائط بينهم وبين أبي صالح. قلت: والصحيح أن الإمام البخاري لم يعتمد على هذِه النسخة ولم يحتج بها في "صحيحه"، ولذا لم يروها في "صحيحه" مسندة، ولم يرو عن علي بن أبي طلحة ومعاوية بن صالح في "صحيحه"، وإنما روى البخاري بعض هذِه النسخة بصيغة التعليق كما روى في كتاب التفسير، باب سورة الحج ٤/ ١٧٦٧، عن ابن عباس معلقًا قوله: {فِي أُمْنِيَّتِهِ}: إذا حدث ألقى الشيطان في حديثه فيبطل ما يلقي الشيطان ويحكم آياته. وأما الأرسال بين علي بن أبي طلحة وابن عباس، فالواسطة بينهم إما مجاهد بن جبر أو سعيد بن جبير -وكلاهما ثقة، "تقريب التهذيب" لابن حجر (٢٢٧٨،