أولاً: فارق الزمن التاريخي بين شعيب وموسى عليهما السلام؛ لأن شعيبًا قال لقومه: {وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ} [هود: ٨٩] وقوم لوط هلكوا في زمن الخليل عليه السلام. قال ابن كثير: وقد علم أنه كان بين الخليل وموسى عليهما السلام مدة طويلة تزيد على أربعمائة سنة كما ذكره غير واحد. ثانيًا: أن شعيبًا وموسى يلتقيان في النسب في الخليل عليهم السلام، فالأول: هو شعيب بن ميكيل بن يشجر بن مدين أحد أولاد إبراهيم، والثاني: هو موسى بن عمران بن يصهر بن قاهث بن عازر بن لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم. فشعيب بينه وبين إبراهيم ثلاث طبقات، وأما موسى فبينه وبين إبراهيم سبع طبقات، فدل على أن الرجل ليس بشعيب النبي عليه السلام. ثالثًا: أن الرجل الذي قدم عليه موسى لو كان شعيبًا عليه السلام لنص عليه القرآن تشريفًا وتعظيمًا له. رابعًا: إن ما ورد من الأحاديث وفيها التصريح بذكره فقد قال عنها ابن كثير: لم يصح إسناده. "تفسير القرآن العظيم" لابن كثير ١٠/ ٤٥٢، "قصص الأنبياء" لابن كثير ٢/ ٣٤٧، "النبوة والأنبياء" للصابوني (٢٢٤، ٢٤١، ٣٤٠). (٢) في الأصل: ولده. (٣) ساقطة من (ب). (٤) ساقطة من (ج).