للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ما يقارب بينه وبين قومه، وذلك لحرصه على إيمانهم، فجلس ذات يوم فِي ناد من أندية قريش كثير أهله، فأحب يومئذ ألا (١) يأتيه من الله شيء فينفروا عنه، وتمنى ذلك فأنزل الله عليه (٢) سورة {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (١)} فقرأها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتَّى بلغ (٣): {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (١٩) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى} (٤) ألقى الشيطان على لسانه بما كان يحدث به نفسه ويتمناه: تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى. فلما سمعت قريش ذلك فرحوا ومضى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فِي قراءته، فقرأ السورة كلها وسجد فِي آخر السورة، فسجد المسلمون لسجوده وسجد جميع من فِي المسجد من المشركين، فلم يبق فِي المسجد مؤمن ولا كافر إلَّا سجد إلا الوليد بن المغيرة وأبو أحيحة سعيد بن العاص فإنهما أخذا حفنة (٥) من البطحاء فرفعاها إِلَى جبهتيهما وسجدا عليه؛ لأنهما كانا شيخين كبيرين لا يستطيعان السجود (٦)، وتفرقت قريش وقد سرهم ما سمعوا، وقالوا: قد ذكر


(١) ساقط من (ب).
(٢) سقط من (ب)، (ج).
(٣) فِي (ج): قرأ.
(٤) النجم: ١ - ٢٠
(٥) طمس فِي (ب).
(٦) ما جاء فِي هذا الأثر من قوله: تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى، فإنَّه لم يثبت عن النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -، وأما ما جاء من سجود الرسول - صلى الله عليه وسلم - والمسلمين والكفار عند قراءة الرسول - صلى الله عليه وسلم - لسورة النجم فهذا ثابت فِي الصحيح؛ فقد روى البخاري فِي كتاب التفسير فِي تفسيره سورة {وَالنَّجْمِ}، باب {فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا (٦٢)} =

<<  <  ج: ص:  >  >>