للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

جعل لي المشركون الأصنام شركاء فعبدوها معي (١).

{فَاسْتَمِعُوا} حالها وصفتها (٢) التي بينت وشبهتها بها.

ثم بين ذلك فقال عز من قائل: {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ} قراءة العامة بالتاء، وروى زيد عن يعقوب: (يدعون) بالياء (٣).

{لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا} في صغره وقلته؛ لأنها لا تقدر على ذلك (٤) {وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ} لخلقه (٥). والذباب واحد، وجمعه القليل: أذبة، والكثير: الذباب، مثل: غراب وأغربة وغربان (٦).

{وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ} يعني: الأصنام، أخبر عنها بفعل ما يعقل وقد مضت هذِه المسألة يقول: {وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا} مما عليهم {لَا} يقدرون أن (٧) {يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ}.

قال ابن عباس: الطالب الذباب والمطلوب الصنم (٨). وذلك أن


(١) انظر: "جامع البيان" للطبري ١٧/ ٢٠٣، بنحوه، "معالم التنزيل" للبغوي ٥/ ٤٠٠.
(٢) انظر: "معالم التنزيل" للبغوي ٥/ ٤٠٠.
(٣) انظر: "المبسوط في القراءات العشر" لابن مهران الأصبهاني (ص ٢٥٩)، "النشر في القراءات العشر" لابن الجزري ٢/ ٣٢٧.
(٤) انظر: "جامع البيان" للطبري ١٧/ ٢٠٣، "معالم التنزيل" للبغوي ٥/ ٤٠٠.
(٥) السابق.
(٦) انظر: "لسان العرب" لابن منظور (ذبب).
(٧) انظر: "معالم التنزيل" للبغوي ٥/ ٤٠٠.
(٨) انظر: "معالم التنزيل" للبغوي ٥/ ٤٠٠، "لجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٢/ ٩٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>