للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال الشاعر:

فكنت لزاز خصمك لم أُعَرّد ... وقد سلكوك في يومٍ عصيب (١)

وقال الهذلي:

حتى إذا أَسْلَكُوهم في قُتَائِدةٍ ... شَلّا كلما تَطْرُدُ الجَمّالةُ الشُّرُدا (٢)

{مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ}.

قال الحسن: لم يحمل نوح عليه السَّلام في السفينة إلا من (٣) يلد ويبيض،


(١) البيت لعدي بن زيد. وهو في "ديوانه" (٣٩)، وفيه كما في (م)، (ح): وكنت. وانظر أيضًا "جامع البيان" للطبري ١٨/ ١٧، "مجاز القرآن" لأبي عبيدة ١/ ٢٩٤، "لسان العرب" لابن منظور ١٠/ ٤٤٢ (سلك). لم أعرد: لم أحجم، ولزاز: ملازم.
والشاهد منه قوله (سلكوك) حيث جاءت بمعنى الإدخال.
(٢) البيت في "ديوان الهذليين" ٢/ ٤٢، "خزانة الأدب" للبغدادي ٣/ ١٧٣، "جامع البيان" للطبري ١٨/ ١٧، "لسان العرب" لابن منظور ٣/ ٢٣٧. وقتائدة: ثنيّة الجبل والشَّلُّ: الطرد، والجمّالة: أصحاب الجمال، والشُّردا: جمع شرود.
والمعني: يصف الشاعر قومًا هزموا حتى ألجئوا إلى الدخول في ثنيّة ضيقة، وشبههم بطرد أصحاب الجمال للجمال الشاردة.
والشاهد فيه قوله: أسلكوهم: حيث جاءت بمعنى الإدخال.
(٣) هكذا في جميع النسخ، وفي "تفسير ابن حبيب" ٢٠٢/ ب، "معالم التنزيل" للبغوي ٤/ ١٧٧: إلا ما يلد بدلًا مِن (مَن) وهذا أقرب، لأن (ما) اسم موصول لغير العاقل و (مَن) اسم موصول للعاقل.

<<  <  ج: ص:  >  >>