للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومجاهد (١) وقتادة: المراد به محمَّد - صلى الله عليه وسلم - (٢).

{وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ}.


(١) انظر: "تفسير القرآن" للسمعاني ٣/ ٤٧٨، "الوسيط" للواحدي ٣/ ٢٩١، "زاد المسير" لابن الجوزي ٥/ ٤٧٧، "تفسير ابن حبيب" ٢٠٣/ ب، "الكفاية" للحيري ٢/ ٥١/ ب.
(٢) وهذا أَيضًا على مذهب العرب في مخاطبة الواحد بلفظ الجماعة.
قال الزجاج في "معاني القرآن" ٤/ ١٥: وإنما خوطب بهذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقيل: يَا أيها الرسل، وتضمن هذا الخطاب أن الرسل جميعًا كذا أمروا.
وقيل: الخطاب عام لجميع الرسل ولم يخاطبوا به مجتمعين، بل خوطب كل واحد في عصره بدليل قوله بعدها: {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً} وهذا القول عزاه ابن حبيب في "تفسيره" ٢٠٣/ ب، والحيري في "الكفاية" ٢/ ٥١/ ب إلى ابن عباس وجماعة من المفسرين، وهذا القول هو الراجح وهو ما اقتصر عليه ابن كثير في "تفسير القرآن العظيم" ١٠/ ١٢٦، ويؤيده ما أخرجه مسلم، كتاب النكاح، باب قبول الصدقة ... (١٠١٥)، عن أبي هريرة عن النَّبِيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: "أيها النَّاس إن الله طيب لا يقبل إلَّا طيبًا، وإن الله أمر المُؤْمنين بما أمر به المرسلين فقال: {يَاأَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (٥١)} " فلم يقل عليه السلام بما أمر به عيسى ابن مريم أو بما أمرني، بل قال: بما أمر به المرسلين، وأفضل أنواع التفسير وأعلاها تفسير القرآن بالقرآن ثم بالسنة النبوية الصحيحة. ويؤيده أَيضًا أنَّه غير جائز ادعاء خصوص في آية عام ظاهرها إلَّا بحجة يجب التسليم لها فحمل الآية على العموم إذ لا مخصص أولى.
ولو سلمنا أن الخطاب موجه للرسول - صلى الله عليه وسلم - فإن الخطابات الموجهة إليه عليه الصلاة والسلام تشمل الأمة إلَّا لدليل.
انظر: "البحر المحيط" لأبي حيان ٣/ ١٨٦، "الإتقان" للسيوطي ٤/ ١٤٢٤، "قواعد التفسير" للسبت ٢/ ٥٧٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>