للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وخولة والشريك كلهم بنو عم عاصم - رضي الله عنه - فدعا رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم - بهم (١) جميعاً.

فقال لعويمر: "اتق الله في زوجتك وحليلتك وابنة عمك، فلا تقذفها بالبهتان"، فقال: يا رسول الله، أقسم بالله إنِّي رأيت شريكًا على بطنها وإني ما قربتها منذ أربعة أشهر وإنها حبلى من غيري.

فقال رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم - للمرأة: "اتقي الله ولا تخبريني إلَّا بما صنعت". فقالت: يا رسول الله، إن عويمرًا رجل غيور، وإني ربَّما أكون (٢) وشريكًا نطيل السمر ونتحدث، فحملته المغيرة على ما قال. فقال رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم - لشريك: "ما تقول؟ " قال: ما تقول المرأة.

فأنزل الله -عز وجل-: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ} الآية. فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى نؤدي الصَّلاة جامعة فصلَّى العصر، ثم قال لعويمر - رضي الله عنه -: "قم". فقام، فقال: أشهد بالله إن خولة لزانية وإني لمن الصادقين. ثم قال في الثَّانية: أشهد بالله إنِّي رأيت شريكًا على بطنها وإني لمن الصادقين. ثم قال في الثالثة: أشهد بالله إنَّها حبلى من غيري وإني لمن الصادقين. ثم قال في الرابعة: أشهد بالله إنِّي ما قربتها منذ أربعة أشهر وإني لمن الصادقين. ثم قال في الخامسة: لعنة الله على عويمر -يعني: نفسه- إن كان من الكاذبين فيما قال.


(١) من (م)، (ح).
(٢) في (م)، (ح): وإنَّه رآني.

<<  <  ج: ص:  >  >>