للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بأمر يتلى، ولكن كنت أرجو أن يرى رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم - في النوم رؤيا، يبرئني الله سبحانه بها. قالت: فوالله ما رام (١) رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم - مجلسه ولا خرج من أهل البيت أحدٌ حتَّى أنزل الله سبحانه على نبيه - صَلَّى الله عليه وسلم - فأخذه ما كان يأخذه من البُرَحَاء (٢) عند الوحي، حتَّى إنه ليتحدر منه مثل الجُمَان (٣) من العرق في اليوم الشات من ثقل الوحي الذي أُنزل عليه. قالت: فلما سُرِّي عن رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم -وهو يضحك فكان أول كلمة تكلم بها رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم - أن قال: "أبشري يا عائشة أما الله تعالى فقد برأك". فقالت لي أمي: قومي إليه. فقلت: والله لا أقوم إليه ولا أحمد إلَّا الله هو الذي أنزل براءتي. قالت: فأنزل الله -عز وجل- هذِه الآيات: {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ} عشر آيات لبراءتي. قالت: فقال أبو بكر - رضي الله عنه - وكان ينفق على مسطح لقرابته منه وفقره: والله لا أنفق عليه شيئًّا أبداً بعد الذي قال لعائشة. فأنزل الله -عز وجل-: {وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ} الآية. فقال أبو بكر - رضي الله عنه -: والله إنِّي لأحب أن يغفر الله لي، فرجع


(١) أي: ما برح وما فارق مجلسه.
انظر: "النهاية في غريب الحديث والأثر" لابن الأثير ٢/ ٢٩٠.
(٢) أي: شدة التقريب من ثقل الوحي، وأصل التبريح المشقة والشدة.
انظر: "النهاية في غريب الحديث والأثر" لابن الأثير ١/ ١١٣.
(٣) هو اللؤلؤ الصغار، وقيل: حبّ يتخذ من الفضة أمثال اللؤلؤ، شبهت عرقه - عليه السَّلام - بحبات اللؤلؤ في الصفات والحسن.
انظر: "النهاية في غريب الحديث والأثر" لابن الأثير ١/ ٣٠١.

<<  <  ج: ص:  >  >>