للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فقيل يا أم المؤمنين: أليس الله تعالى يقول: {وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ} قالت: أليس قد أصابه عذاب عظيم؟ أليس قد ذهب بصره وكُبِّع (١) بالسيف (٢).

وروى أبو الضحى (٣) عن مسروق (٤) قال: كنت عند عائشة - رضي الله عنها - فدخل حسَّان بن ثابت فأمرت، فألقي له وسادة، فلما خرج قلت لعائشة - رضي الله عنها -: تدعين هذا الرجل يدخل عليك وقد قال ما قال وأنزل الله فيه: {وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ} فقالت: وأي عذاب الله أشد من العمى، ولعل الله يجعل ذلك العذاب الشديد (٥) العظيم ذهاب


(١) الكبْع: القطع وهي تعني تلك الضربة التي ضربها إياه صفوان حتَّى كاد أن يقتله، وفي "جامع البيان" للطبري: كنع بالنون، وهي بمعنى أيبس جلده.
انظر: "لسان العرب" لابن منظور ٨/ ٣٠٥، ٣١٤، "القاموس المحيط" للفيروزآبادي ٣/ ١٠٩.
(٢) الحكم على الإسناد:
رجاله ثقات.
التخريج:
أخرجه الطبري في "جامع البيان" ١٨/ ٨٨ عن الحسن بن قزعة ثنا مسلمة بن علقمة، ثنا داود به عنه نحوه والحسن بن قزعة، صدوق "تقريب التهذيب" لابن حجر (١٢٨٨)، ومسلمة بن علقمة صدوق له أوهام "تقريب التهذيب" لابن حجر (٦٧٠٥).
وذكره السيوطي في "الدر المنثور" ٥/ ٥٩ ونسبه للطبري في "جامع البيان".
وما روى الشعبي عن عائشة فهو مرسل "المراسيل" لابن أبي حاتم (١٥٩).
(٣) مسلم بن صبيح، ثقة.
(٤) ابن الأجدع بن مالك، ثقة.
(٥) (م)، (ح).

<<  <  ج: ص:  >  >>