للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= ٣ - إن ذلك يقتضي الطعن في التواتر ويقتضي صحة القرآن الذي لم ينقل بالتواتر وفتحهما بطريق الشك إلى كل القرآن.
٤ - إن الإجماع انعقد من كل الصحابة على قراءتها: {تَسْتَأْنِسُوا} وكذا رسمها في المصحف العثماني وغير معقول مخالفة ابن عباس في هذِه الأمور.
٥ - على فرض صحته عنه فإنه بشر وكل يؤخذ من قوله ويرد.
٦ - إنه لو كان ذلك خطأ من الكاتب لكان الواجب أن يكون في كل المصاحف.
٧ - إنه كيف يعزب عن أئمة القراء علم هذا الخطأ وكيف سكتوا عنه بل كيف تداعوا إلى القراءة به حتى بلغ حد التواتر وتركوا القراءة بما هو الصواب.
ومن العلماء الذين ضعفوه وأنكروا أن تكون صحيحة عن ابن عباس: ابن الأنباري وابن العربي وأبو حيان والقرطبي والكيا الهراسي.
بل قال الحكيم الترمذي في "نوادر الأصول" ٢/ ١٢١: فهذا كلام جاهل أو ملحد يكيد الدين.
وقال النحاس في "الناسخ والمنسوخ" ٢/ ٥٤٦ عنه أنه: عظيم محظور القول به؛ لأن الله قال: {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ}. ومعنى: {حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا} بين عند أهل التأويل وأهل العربية.
وقال أبو حيان في "البحر المحيط" ٦/ ٤١١: من روى عن ابن عباس فهو طاعن في الإسلام أو ملحد في الدين وابن عباس بريء من هذا القول.
ومن العلماء من وجه قول ابن عباس:
بأن معناه أخطأ في الاختيار وما هو الأولى لجمع الناس عليه من الأحرف السبعة لا أن الذي كتب خطأ خارج عن القرآن.
ويحتمل أيضًا أن تكون (تستأذنوا) من القراءات التي نسخت وتركت، ولعل القارئ بها حين قال ذلك في ذلك الوقت لم يطلع عليه؛ لأن جميع الصحابة أجمعوا على كتابة تستأنسوا في جميع نسخ المصحف العثماني.
وممن جنح إلى هذا ابن أشته كما في "الإتقان" والبيهقي وغيرهما.
قلت: وبهذا يتبين -على كلا القولين- أن القراءة الصحيحة تستأنسوا وأنه =

<<  <  ج: ص:  >  >>