فالصواب أن (إن) هنا على بابها أيضًا وليس ذلك للشك وإنما هو لتعليم المؤمنين تعليق الأشياء بمشيئة الله تعالى ولتحقيق الخبر وتوكيده. انظر: "تفسير القرآن العظيم" لابن كثير ١٣/ ١٢٦، "تأويل مشكل القرآن" لابن قتيبة (٥٥٣). (٢) وهذا أحد معاني الإحصان في القرآن الكريم وذلك أن الإحصان يراد به في القرآن أحد ثلاثة معان: ١ - ذوات الأزواج. ٢ - الحرائر وإن لم يكن متزوجات. ٣ - العفائف. انظر: "تأويل مشكل القرآن" لابن قتيبة (٥١١)، "مفردات ألفاظ القرآن" للراغب الأصفهاني (٢٣٩). (٣) نقله ابن حبيب عنه في "تفسيره" ٢٠٩/ ب، وكذا الحيري في "الكفاية" ٦٣/ ٢/ أثم قالا: وهو أحسن ما قيل فيه. ولا يخفى أن في هذا تكلف ولذا ذكره الكرماني في "غرائب التفسير" ٢/ ٧٩٦ وجعله من الغريب. وأولئ هذِه الأقوال أن يقال إن قوله: {إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا} أنَّه وصف مطابق للواقع، أي: أن الحال أنهن راغبات في التحصن وأنتم تكرهونهن على البغاء، فذكر الوصف إنما هو لموافقته الواقع فلا مفهوم مخالفة له، والعلماء متفقون أن القيد إذا كان لوصف الواقع فلا مفهوم له. انظر: "أضواء البيان" للشنقيطي ٥/ ٨٣٣.