للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والأرض لا هادي فيهما غيره، فهم بنوره إلى الحق يهتدون وبهداه (١) من حيز (٢) الضلالة ينجون. وليس يهتدي ملك مقرب ولا نبي مرسل إلَّا بهدًى منه (٣).

وقال الضحاك (٤) والقرظي: منوّر السماوات والأرض (٥).

وقال مجاهد: مدبّر الأمور في السماوات والأرض (٦).


(١) في الأصل: فبهديه، والمثبت من (م)، (ح).
(٢) في (م)، (ح): حيرة.
(٣) وهذا القول رجحه الطبري في "جامع البيان" وعليه جمهور المفسرين، قال شيخ الإسلام ابن تيمية "مجموع الفتاوى" ٦/ ٣٩٥: وهذا القول لا يمنع أن يكون الله في نفسه نورًا، وذلك أنهم قالوه في تفسير الآية التي ذكر فيها النور مضافًا لم يذكروه في تفسير نور مطلق، ثم إن من عادة السلف أن يذكروا بعض صفات المُفسر من الأسماء أو بعض أنواعه، ولا ينافي ذلك ثبوت بقية الصفات للمسمى بل قد يكونان متلازمين، ولا دخول لبقية الأنواع فيه، فقول من قال هادي أهل السماوات والأرض كلام صحيح، فإن من معاني كونه نور السماوات والأرض أن يكون هاديًا لهم أما أنهم نفوا ما سوى ذلك فهذا غير معلوم. اهـ مختصرًا.
وقال ابن القيم: وفي ثبوت ألفاظه عن ابن عباس نظر ولو صح فليس مقصوده به نفي حقيقة النور عن الله .. "مختصر الصواعق المرسلة" لابن القيم (٣٥١).
(٤) انظر: "معالم التنزيل" للبغوي ٦/ ٤٥.
(٥) وهذا القول أيضًا لا ينافي أنَّه سبحانه نور، فكل منور نور فهما متلازمان.
انظر: "مجموع الفتاوى" ٦/ ٣٩٢، "مختصر الصواعق المرسلة" (٣٥١).
(٦) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ١٨/ ١٣٥، وفي سنده الحسين بن داود -سُنيد- وهو ضعيف، "تقريب التهذيب" لابن حجر (٢٦٦١).
وانظر: "تفسير ابن حبيب" ٢١٠/ ب، "الكفاية" للحيري ٢/ ٦٣/ ب، "النكت والعيون" للماوردي ٤/ ١٠٢، "معالم التنزيل" للبغوي ٦/ ٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>