قال ابن القيم في "مختصر الصواعق" (٣٥١): لا أصل له عن أبي وهو بالكذب عليه أشبه، فإن تفسير أبي لهذِه الآية معروف رواه عنه أهل الحديث من طريق الربيع بن أنس عن أبي العالية، عن أبي. قلت: أخرجه عنه الطبري في "جامع البيان" ١٨/ ١٣٥ بلفظ: قال أبي: فبدأ بنور نفسه ثم ذكر نور المؤمن ... ولعل الوهم في نسبة هذا القول إلى أبي أن إمام المفسرين الطبري في "جامع البيان" قال عند تفسير الآية: وقال آخرون معنى ذلك ضياء السماوات والأرض، ثم أسند هذا الخبر عن أبي بعده فيوهم أن أبي من ضمن القائلين به، والله أعلم. (٢) انظر: "معالم التنزيل" للبغوي ٦/ ٤٥، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٢/ ٢٥٧، "مجموع الفتاوى" لابن تيمية ٦/ ٣٩٣. (٣) في (م) وبعض المصادر: (منير) وهي ترجع إلى معنى منور. (٤) إذا أراد به قائله أن ذلك من معنى كونه نور السماوات وأنه أراد به ليس لكونه نور السماوات والأرض معنى إلَّا هذا فهو باطل؛ لأن الله أخبر أنَّه نور السماوات والأرض، والكواكب لا يحصل نورها في جميع السماوات والأرض، وأيضا فإن قوله: {مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ} فضرب المثل لنوره الموجود في قلوب المؤمنين لم يضربها على النور الحسي الَّذي يكون للكواكب. وأما أنهم يقولون قوله: {نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} ليس معناه إلَّا التنوير بالشمس والقمر والنجوم فهذا باطل قطعًا، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: "أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن" ومعلوم أن العميان لاحظ لهم في ذلك .. انظر: "مجموع الفتاوى" لابن تيمية ٦/ ٣٩٢.