للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال بعضهم: يعني أن الأنوار كلها منه كما يقال فلان رحمة وسخطة وهو لا يكون في نفسه رحمة ولا سخطة، وإنما يكون منه الرحمة والسخطة (١).

وقال بعض أهل المعاني: أصل النور هو التنزيه والتصفية، يقال امرأة نوار ونسوة نُور إذا كانت متعرية من الريبة والفحشاء. قال الشاعر:

نوار في صواحبها نوار ... كما فاجاك سرب أو جوار (٢)

فمعنى النور هو المنزه من كل عيب (٣).

وقال بعض العلماء: النور على أربعة أوجه نور متلألأ، ونور متولد، ونور من جهة صفاء اللون، ونور من جهة المدح.

فالنور المتلألأ مثل قرص الشمس والقمر والكواكب وشعلة السراج.

والنور المتولد هو الَّذي يتولد من شعاع الشمس والقمر والسراج فيقع على الأرض فيستنير منه (٤).


(١) ذكره البغوي في "معالم التنزيل" ٦/ ٤٥ ولم ينسبه لأحد ثم قال: وقد ذكر مثل هذا اللفظ على طريق المدح كما قال القائل: إذا سار عبد الله من مرو ليلة فقد سار منها نورها وجمالها.
(٢) البيت في "معالم التنزيل" للبغوي ٦/ ٤٥، "غرائب التفسير" للكرماني ٢/ ٧٩٧.
(٣) حكاه الكرماني في "غرائب التفسير" ٢/ ٧٩٧ عن المصنف وجعله من العجيب ثم قال: والمعنى صحيح واللفظ في حق الله سبحانه قبيح.
(٤) في (م)، (ح): به.

<<  <  ج: ص:  >  >>